يقول أنتوني دي أنجيلو " طوّر الشغف بالتعلم، فإن فعلت، فلن تتوقف عن النمو"
في الشغف والحب طريقٌ للإبداع والتميز، طريقٌ ليس لها نهاية ولكنها مليئة بمحطات النجاح، وفي كل محطة من تلك المحطات يزيد الشغف حتى يغدو داءً لا شفاء منه، داءٌ لا يصيب إلا المبدعين.
المهندس حاتم فهد حمدان الوحش، الأول على كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية بمعدل تراكمي 3.98 في تخصص هندسة التخطيط الحضري والإقليمي، هو أحد المصابين بذلك الداء.. داء الشغف.
التفوق رافق حاتم منذ دخوله تخصص الهندسة المدنية لنيل درجة البكالوريوس، حيث تخرج من أوائل دفعته مسطراً بدايةً لطريق النجاح.
ما ميّز حاتم دخوله لتخصصه عن شغفٍ وحب، حيث دخل تخصص الهندسة المدنية عن رغبة مسبقة، ولكن شغفه الحقيقي تمثّل في دراسة مخاطر الزلازل وإدارة الكوارث الطبيعية الأمر الذي دفعه لإكمال دراسة الماجستير في تخصص هندسة التخطيط الحضري والإقليمي.
وفاة والده داعمه الأكبر شكّلت نقلة في حياته..
يَعتبر حاتم والده رحمه الله الداعم الأكبر له في دخول تخصصه وإكمال دراسته العليا، فعند إنهائه للثانوية العامّة شجعه والده على دخول تخصص الهندسة المدنية لعلمه بشغف ولده به، وبعد تخرجه بتفوق كان الداعم الأول له في إكمال دراسته الأمر الذي دفعه للتقديم لمنحة الماجستير، لكن وفاة والده في تلك الفترة بالذات شكلت ضربة لحاتم جعلته يؤخر دراسته لعدّة سنوات.
ولأن الشغف لا يموت أبى حاتم إلا أن ينفّذ وصية والده ولو بعد سنوات ليدخل تخصص هندسة التخطيط الحضري والإقليمي ويتخرج منه كأول على كلية الدراسات العليا، ليكون مصدر فخرٍ لوالده وجامعته وشعبه.
حياته المهنية والجامعية..
بعد تخرجه بشهادة البكالوريوس، ونظراً لتفوقه توظّف حاتم في جامعة النجاح الوطنية وفي دائرة الأعمال الهندسية تحديداً، إضافة إلى عمله في مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في الجامعة.
حبه للموضوع جعله يختار مشروع تخرج الماجستير "بعمل خرائط زلزالية تفصيلية وتأثير تربة الموقع لمنطقة العوجا في أريحا" حيث كان هذا المشروع ضمن العمل في المركز، كما أن حاتم شارك طوال حياته المهنية بالعديد من الدورات وورش العمل المختصة بالموضوع وفي عدّة دول حول العالم مما أكسبه خبرة عملية ساهمت وبشكل كبير في تفوقه الأكاديمي.
وعن حياته الإجتماعية، يوضح حاتم أن حياته الإجتماعية مليئة بالصداقات والعلاقات الطيبة مع زملائه ومدرسيه على حد سواء، كما أنه يحرص على تقديم كل مساعدة ممكنة لزملائه في مجال تخصصه، معتبراً ذلك واجب ينبغي تقديمه.
سر النجاح..
يقول حاتم " التميز مرتبط بقدر الإجتهاد في الدراسة والعمل"، ولعل هذه الكلمات تخلص لنا سر نجاحه، كما أن حاتم حريص دائماً على دراسة كل ما هو جديد من أبحاث على مستوى العالم، حيث يرى أن الإطلاع على هذه الأبحاث من شأنه أن يوسع الآفاق ويفتح المدارك، كما يوضح أن الوقت عنصر مهم جداً في مجال عمله في إدارة الكوارث الأمر الذي جعل تنظيم الوقت عنصر مهم أيضاً في كافة نواحي حياته.
نصائحه لزملائه الطلبة..
ينصح حاتم زملاءه الطلبة حيث يقول " على الإنسان أن يثابر ويجتهد ولا يكتفي بالحد الأدنى من العلم فالعلم واسع وعلى الإنسان أن يسابق دائرة العلم مهما توسعت".
أهدي نجاحي إلى..
لا ينسى حاتم في هذه المناسبة أن يهدي نجاحه إلى كل من ساعده على تحقيقه حيث يقول " أهدي نجاحي إلى أسرة جامعة النجاح الوطنية وأخص بالذكر زملائي في دائرة الأعمال الهندسية ومركز الزلازل وكذلك أساتذتي الكرام في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، كما أهدي هذا التفوق إلى أمي الغالية التي لطالما كانت مصدراً للإلهام والمثابرة".
ماذا ينتظر حاتم في المستقبل..
يطمح حاتم لإكمال دراسته والحصول على شهادة الدكتوراة في مجال هندسة الزلازل وإدارة الكوارث الطبيعية، كما يُفكر في دراسة برنامج الدكتوراة في فلسطين لأن هذا المجال بحاجة للتطوير في فلسطين باعتبارها منطقة مهيئة لحدوث الزلازل والكوارث الطبيعية على حد سواء.
ومهما كان ما ينتظر حاتم في المستقبل، فإن شغفه سيكون مرشده ودليله في طريقٍ مليئٍ بالمحطات..محطات النجاح.