بدأت رحلة البحث عن الذات منذ انتهائي من دراسة الثانوية العامة وحصولي على المعدل الذي اهلني لدخول قسم المصارف الاسلامية في كلية الشريعة في جامعة النجاح. سعيت للمشاركة بالأنشطة الامنهجية كعشيرة الجوالة والمنجدات الفلسطينية (الكشافة) التي تعمل على صقل الشخصية وتنمية القدرات والوعي والفكر لدى الطالب ومن خلالها تعرفت على أفراد كانوا بمثابة الأخوة ومن هذه العشيرة بدأت مشوار التطوع في خدمة الآخرين.
بواسطة: معتصم سلوادي
تحرير: دائرة العلاقات العامة
التحقت بعشيرة الجوالة والمنجدات منذ التحاقي بالجامعة وأحسست بالراحة منذ أول اجتماع. كان الجو ممتعا وغريباً فقد تعلمت الكثير عن الانتماء وتنظيم الوقت والانضباط والالتزام والجدية. مما عزز لدي الاهتمام بالحياة الكشفية.
بحثت وصديق لي عن البرامج المفيدة للتطوع والتي تعزز خبراتنا فعثر صديقي على إعلان عن دورة لتعلم مهارات اللغة الانجليزية والتي ينظمها برنامج زاجل في الجامعة والذي التحقت به لاحقا. باشرت بالدورة في الجامعة خلال اجراءات القبول والتسجيل والالتحاق بالكلية. كانت الدورة عبارة عن نقطة تحول في مسيرتي الجامعية.
تطوعت في العلاقات العامة كمتطوع في المخيم الدولي الذي نظمه برنامج زاجل والتحقت بدورات المحادثة بالانجليزية التي قدمها لنا متطوعون أجانب وأحسست ببعض التقدم فكانت هذه الدورة بمثابة مفتاح لمشاركتي بعدة دورات اخرى.
في ربوع برنامج زاجل تغير الوضع علي إذ لم أكن كأي طالب آخر من طلبة السنة الاولى بل انتبهت الى ما قد يساعدني على التأهل الى المستقبل الاجتماعي والمهني والعملي الذي يمكنني اكتسابه من برامج متاحة في الجامعة.
اكتسبت من برنامج زاجل مهارات وقدرات مثل كسر الحاجز النفسي مع اللغة الانجليزية والتعرف على شخصيات فلسطينية وأجنبية اضافة الى تدربي على المهارات الاجتماعية والثقافية والعلمية التي اكتسبت البعض منها من خلال الزيارات والرحلات الثقافية التي نظمها برنامج زاجل في الوطن. كما شاركت بعدة مؤتمرات كان منها مؤتمر الحريات في الجامعة الذي نال اهتماماً كبيراً واستقبال وفود زائرة كوفد مؤسسات محافظة الخليل والمشاركة بتنظيم معارض عدة منها معرض يا زمان الوصل بالأندلس ومعرض خليل الرحمن. كما شاركت بالأنشطة التي تعزز الثقة بالنفس وقوة الشخصية لما لها من أهمية في مجال ملئ أوقات الفراغ بما هو مفيد والتي تعزز القدرات الذاتية التي يفتقدها الكثير من الطلبة خاصة وأنني استطيع انجاز ذلك خلال دراستي الجامعية ومن الافضل انجاز ذلك قبل التخرج.
خشيت أن أتخرج من الجامعة كما دخلتها رقماً آخر يضاف الى سلسلة الارقام التي يكتظ بها الوطن. راودني شعور بالذنب والتقصير تجاه طموحاتي المستقبلية، آمنت أن التغيير خطوة لا بدّ منها لبناء شخصيتي والسير تجاه تحقيق طموحاتي التي أسعى اليها ولا زال مشواري طويلاً.
ساهم تطوعي بتنمية مهاراتي وساعدني على التعرف على أفراد غدوا أصدقاء أعزاء وتدربت على العطاء وتعزيز الانتماء للمجتمع. التحقت بدورة برنامج سيران نابلس الثقافي والتي اشتملت على سلسلة زيارات ثقافية وميدانية في مواقع مختلفة في مدينة نابلس كالبلدة القديمة ومخيم بلاطة وتل بلاطة وقبر يوسف وكنيسة النبي يعقوب وحي الطائفة السامرية كما تعرفت خلال الدورة على الصعوبات والتحديات التي تواجهها هذه المواقع والمناطق الجميلة وسبل استثمارها سياحياً.
وخلال تطوعي زرت بعض المدن الفلسطينية التي لم أزرها من قبل حيث زرت مدينة الطيبة وقلنسوة وقيسارية وام الفحم ومدينة حيفا حيث تعرفنا على حي وادي النسناس وقرية عين حوض ومقبرة الشهداء في حيفا ومسجد الاستقلال ومدينة عكا التي تعرفنا في ارجائها على بلدتها القديمة وجامع الجزار وسور عكا الشهير وتجولت في ازقتها العتيقة والجميلة وزرت سوق البازار التركي ومطاعمها المشهورة بالأسماك الطازجة وركبنا مع اصدقائنا في القوارب التي طافت بنا في بحر الوطن السليب. كما زرنا مناطق طولكرم وجنين وطوباس وتعرفنا على المشاكل البيئية التي تواجهها حياتنا اليومية التي كنا لا نعلم بها ولا نعلم كيف تحدث وذلك بجهود سلطة جودة البيئة الفلسطينية وبرنامج زاجل.
سيطرت ثقافة التطوع على تفكيري لما لها من إيجابيات على مهاراتي وخبراتي فتطوعت مؤخراً في مركز حمدي منكو الثقافي الذي يعمل على تطوير المهارات والخبرات للفرد المتطوع والذي يساعد على تنمية القدرات والمواهب لدى أي فرد ينضم الى هذه العائلة الرائعة. انضممت الى لجنة القراءة في المركز التي تنظم لقاءات ثقافية مميزة.
كما التحقت بعشيرة الجوالة والمنجدات التابعة لعمادة شؤون الطلبة بالجامعة والتحقت بدورات منظمة الشباب الدولية وكذلك دورات الزاوية الامريكية في الجامعة التي تساعد الفرد على التمكن من التحدث باللغة الانجليزية. ساعدني تطوعي بالبرامج الطلابية اللامنهجية في الجامعة على صقل تجربتي وتطوير خبراتي ومعرفتي بالإضافة الى تعرفي على أصدقاء جدد من مختلف التخصصات الاكاديمية الامر الذي عزز مهاراتي في التعامل مع الافراد بالشكل المناسب بغض النظر عن الظروف وأولويات الوقت مما ساعدني على التدرب على الصبر وسعة الصدر والمرونة في التعامل والقدرة على مواجهة المتاعب والتحديات وبذلك تكتمل خطة الحياة التي وضعتها لتطوير ذاتي فالأهداف والطموحات تحتاج لسعي وعمل مستمر وتدرب من أجل الوصول للأفضل.