اسمي تسنيم الحموي, قد أنهيتُ دراستي الباكلوريوس تخصص الصيدلة من جامعة النجاح الوطنية منذ سنتين تقريباً, كان تخرجي في الأشهر الأولى من عام 2015, ومع نهاية ذلك العام كنتُ قد انتلقت إلى لبنان و بدأت دراسة الماجستير تخصص إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية الدولية (LIU) في بيروت.
أما ما دفعني لكتابة هذه الرسالة عزيزي القارئ هو رغبتي في إخبارك التالي:
على ما يبدو أن جامعة النجاح قد أحسنت تحضيري و تحضيرك لما سيكون فيما بعدْ خلفَ بوابة التخرج, عمل كان أم دراسة, داخل أو خارج الوطن. و يبدو أن أساتذتي و أساتذتك في الكلية التي درست أو لا تزال تدرس فيها قد بذلوا من المجهود الكبير ليجعلوا منك الشخص المؤهل فعلاَ علماَ و مهارةً, لتقف أمام مختلف المستويات و العقول من أفرادٍ و مؤسسات, كان قد هُيّئ لك من قبل أنك قد تكون أقل كفاءةَ لتقف في مواجهة و منافسة معهم.
من يلحظ كل ذلك فعلاَ هو من سنحت له الفرصة أن ينطلق للدراسة أو للعمل في الخارج, فيدخل مجالات و بيئات جديدة , مع أشخاص و أفراد مختلفين عمّا كنتَ قد اعتد عليه, لِترى عندها بأنك تمتلك القدرة الكافية و مايزيد عن ذلك, لتجد الضوء يُسَّلط عليك و أصابع التميّز تتجه نحوك.
عزيزي القارئ, يبدو أن مجتمع جامعة النجاح قد أمّنَ لك الحد الأعلى من المنافسة , وأحاطك بالحد الأقصى من القدرات التي قد تواجهها في حياتك المستقبلية. وقد كان ذلك جليّ الوضوح لي عندما بدأتُ دراستي في جامعتي الجديدة , ويمكنُك ملاحظة ذلك أيضاُ؛ فعندما تُوضع أنت و ذلك التنوع الكبير من التخصصات والخبرات والأعمار والجنسيات أيضاً في مجال منافسة واحد, قد ينتابك وشحات من القلق أو ربما بعض الشكوك حول قدرتك على المواجهة و المنافسة, وَ لقدْ راودتني بعض هذه الأفكار للحظة, لكن سرعان ما غابت عن ذهني وكأني لم أفكر بها أصلاً و لم أشعر بذلك القلق أبدا, و مع الوقت لاحظت بأني أمتلك من القدرات ما يوازيني بلْ و يتجاوز كل من كان معي - وإن كانوا متقدمين عني سناً و خبرةً -؛ لاحظت بأني أمتلك قدرة عالية على التقديم و الإلقاء وكان ذلك ملحوظ جداً حتى من قبل أساتذتي و زملائي أنفسهم الذي كان بعضهم يكتفي بالقراءة اللا تعبيرية عن دفتر الملاحظات أو شرائح ال Power Point , كذلك كان لدي مخزون جيد فيما يتعلق بكتابة الأبحاث العلمية بطريقة منهجية , عرضها ومناقشتها أيضاَ, ولن أبالغ إن قلت لك عزيزي القارئ بأني كنت من القلّة القليلة التي تدفع الأساتذة لسؤالي," أنتي من وين؟؟ خريجة LIU سابقاَ؟؟", فأشعر بالسعادة تغمرني حين أجيب" أنا من فلسطين, خريجة جامعة النجاح".
لا يمكنني إغفال صفات أخرى اسْتطعتُ ملاحظتها لديّ في حين غابت عن البعض, كالإتزام و تحمل المسؤولية, اتقان العمل وإتمامه على أكمل وجه , احترام الوقت وغيرها من الأمور التي أكاد أجزم بأنها لا تقل أهمية أبداً عن التحصيل العلمي؛ حيث لا يمكنك إنجاز ما تسعى لإنجازه بدون هذه الأركان التي بالفعل تراها واضحة كأسلوب حياة أو نمط دراسي في جامعة النجاح, و دُوْنَ أن تَعِي على كل ذلك تكون قدْ نُحِتَّ على ذلك النمط من الدراسة والعمل, وعِندَ مقابلتك التضاد تلتفت إلى هذة المزايا و الجوانب التنافسية لديك التي تميّزك عن الباقين, أوكما يطلق عليها في لغة الإدارة و التسويق "competitive advantage".
الآن و بعد مرور عام كامل من الدراسة بالخارج, أستطيع إخبارك عزيزي يا رائد جامعة النجاح بأنك و إن كانت لديك بعض التحفظات بما يخص أمور معينة في جامعة النجاح, إلّا أنك تدين لها بعظيم الشكر و العرفان لما أجادت في تحضيرك و تهيئك قلباً و قالباً, علماً و معرفةً, قدرةً ومهارةً لتصبح ذلك المثاليّ الذي يحمل معه إسمها و إسم البلاد أينما ذهب و كيفما مشى, فلكِ مني جامعتي العزيزة كل الشكر والامتنان.
بقلم :تسنيم حموي عسالي